درعا من الجنوب إلى الجنوب نداء في صحراء..
درعا منها كانت البداية فهل ترتسم خطوط النهاية منها أيضا؟!.
درعا منها كتب الأطفال على الجدران فهل بقي بعد تلك السنوات من يكتب؟!.
درعا منها هرب أعوان الأسد بعد ثورة النخوة والكرامة فهل مات أولئك اليوم أم تكاثروا؟!.
درعا منها بدأ خفض التصعيد فأين هو اليوم؟!.
درعا منها الشهداء ومنها المعتقلون ومنها الثكالى ومنها المفقودين، فأين دماؤهم وأرواحهم وأجسادهم وسكناهم اليوم؟!.
درعا منها أخذ الفراش يتمدد والغطاء يتعدد والنوم يتجدد فأين النخوة اليوم بعد هذا النوم؟!.
درعا منها انطلق أول شعار فهل تختتم آخر شعار للثورة؟!.
درعا ظن أهلها وثوارها أنهم يعيشون أفضل أيام حياتهم في السنتين الماضيتين بعد تجميد القتال، لكن كان الواقع أنهم يشاهدون بروفا لفيلم آكشن سينفذ في درعا.
بين درعا 2011 ودرعا 2018 الكثير ثم الكثير، بكاء وصراخ و عويل، شهداء وقتلى وجرحى، نازحون ولاجئون ونزيف بلا دماء، رهان و قمار و ربا على ظهر الثورة.
أين الأمريكان وأين الأردن وأين الإسرائيليون بل أين عقولكم قبل كل ذاك وأين الوعود والعهود؟
أين الثعالب و على أي جنب استراحت؟!.
ماذا عسانا نقول؟!.
إن سلمت لحيتك لحلاق فلا تسأل عن موضة الحلاقة، وإن رهنت رقبتك لجزار فلا تنتظر نوعية الذبح، و إن زرعت شوكا فلا تنتظر حصاد الورد، وإن أفرغت الرصاص فلا تنتظر الشيطان يملأ المخزن، وإن نمت فلا تنتظر الصباح.
ربما طعن الرماح وضرب السيوف أهون علينا من هذه الكلمات في يومنا هذا. أهل درعا أهل الجنوب أهلنا، يؤسفنا أن نستشعر لكم مستقبلا رأيناه في حمص وحلب والغوطة والريف الدمشقي، ويؤسفنا أن نقول فاتنا قطار الثورة. لم يبق من الحزمة إلا عودا أو عودين وسهل كسهرها بتفرقها.
ملفات الشهداء والمعتقلين والنازحين والمهجرين والمفقودين والمسلحين و مدن السوريين وثرواتهم باتت حبيسة إجرام الأسد وأنصاره، ضاعت الثورة لعمالة ورعونة وجهالة وحماقة وجشاعة.
تقرير : لمى محمد
تعليقات
إرسال تعليق