(( الإبادة الحقيقية في الغوطة الشرقية ))


     لن تعبر هذه الحروف ولا تلك اللغات عن حجم هذه المأساة، إنها الغوطة الشرقية التي ورد ذكرها في الأثر أنها فسطاط المسلمين وفيها الملحمة الكبرى، ربما هاتين الكلمتين تكفي كل من دخل قلبه الإسلام أن يتحرك لنصرتها بأي سبيل اقتدر واستطاع .
الغوطة الشرقية ... يسكنها أناس من بني البشر من بني جلدتنا، وليسوا وحوشا كما يصورهم أتباع الإجرام من الشيوعية و الشيعية ، هل تتساءل يا صاحب الضمير عن طفلك الذي غدا الى مدرسته أو مدينة الألعاب وتنسى أطفال الغوطة الذين أصبحوا أشلاء، واتخذوا باطن الأرض جارا لهم، وتنفسوا بنصف أوكسجين ، يا صاحب الضمير والإنسانية 100 شهيد في اليوم الواحد ليس رقما ، إنهم بشر، أبشر أنت وضميرك  "إنك ميت وإنهم ميتون" لكن "العاقبة للتقوى".
أقل مايقال في الغوطة اليوم إنها القيامة ، المشافي لم تعد تكفي حي من أحياء الغوطة ، الدفاع المدني بات عمله 24ساعة ويتمنى لو أن اليوم 50 ساعة كي ينجز عمله ، ذلك العمل الذي تصنعه آلة الإجرام الروسي والأسدي وبحقد شيعي ، هل تركت تلك الطائرات مدني ولم تدخله في قلبه الحزن؟! هل تركت عائلة بلا فقيد ؟! هل أبقت بناء يقف شامخا ؟! "وإذا الإنسانية سئلت بأي ذنب قتلت؟!".
     لم يشاهد العالم أشنع من هذه الجريمة على مر التاريخ، بل بتنا نترحم على فرعون ونيرون وهولاكو وهتلر، سبعة أيام خلفت مايزيد عن 500 شهيد وأكثر من 2000 جريح لا تكفيهم الأدوية بل هم معرضون للموت، هل نعدد قتلى أم جرحى ؟! أم نراقب موت الضمير الإنساني العالمي ونقرأ نعوته على الملأ.
لم يعد في الغوطة الشرقية مركز الابادة الحقيقية تفاوتا في المهن فإما أن تكون طبيبا أو مريضا وإما أن تكون مسعفا أو تحت الأنقاض ،وإما أن تكون محاربا أو محاربا"بفتح الراء" ، وأيا ما تكن فأنت إرهابي في نظر العالم. إن الإبادة لا تستهدف كما يزعمون هيئة تحرير الشام إنها تستهدف هدم الشام ، سقبا حمورية ودوما وعربين وزملكا وو ... إنها ليست مدن سورية يهاجمها النظام لأنها تحوي إرهابيين تهدد أمن الدول، بل لأنها مدن رفضت الذل والنظام وطالبت بإسقاطه.
جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحرار والشام وهيئة تحرير الشام و بقية الفصائل في الغوطة، اليوم يوم الملحمة فإما تعلو لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويهزم الجمع ويولون الدبر، وإما تناحر اختلاف فيكون ذل وتصعدون الطابور الأخضر وتودعون بيوتكم وأرضكم و شرفكم إلى غير رجعة .
أيها العرب وأيها المسلمون لقد مات فيكم خالد ومات فيكم صلاح ومات فيكم عمر وعلي ومات فيكم الظاهر بيبرس ومات فيكم طارق ومات فيكم العز مات فيكم نور الدين ... ويل لكم ويل للعرب من شر قد اقترب . أيها العرب ..أيها المسلمون :

يا    قوم   لا تتكلموا           ......                فالكلام    محرم
ناموا و لا تستيقظوا            ......               ما  فاز إلا  النوم
يا أصحاب العقول السرطان موجود في دمشق فإن بقي فيها ، سيبقى الألم، وسيبقى الإجرام، إنهم ألبوا وجمعوا واستجمعوا لهذه الابادة لكن "وما يعلم جنود ربك إلا هو".
بقلم : لمى محمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زراعة الكرز وبدء موسم القطاف في ادلب.

تحت عنوان #اللطامنة_تباد_بتخاذلكم حملة تنطلق من عدة وكالات وناشطين ومراصد نصرة للبلدة التي تتعرض لعدوان همجي من عصابات الأسد

مقال بعنوان: تل رفعت سلم بلا درجات (ومضة : يا أيها الراقـد كـم ترقـد.. قم يا حبيبا قد دنا الموعدُ..) الكاتبة : لمى محمد